الشيخ عبد العزيز ابن باز
س10 : هل من منهج السلف نقد الولاة فوق المنابر، وما منهج السلف في نصح الولاة؟
ج10 : ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل فينكر الزنا وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر فلانا يفعلها لا حاكم ولا غير حاكم.
ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه ألا تكلم عثمان؟فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ إني لأكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه(أخرج القصة الشيخان، وأحمد وغيرهم، من حديث « يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار... » بألفاظ، عن أسامة بن زيد).
ولما فتحوا (أي الخوارج ) الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان بأسباب ذلك، وقتل جمع كثر من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا حتى أبغض الناس ولي أمرهم وقتلوه، نسأل الله العافية. انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
وبعد هذا نذكرك رعاك الله بحديث عياض بن غنم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده ويخلوا به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه » ( رواه أحمد، وابن أبي عاصم بإسناد صحيح ).
هذا كلام سماحة الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه في العلاقة بين الحاكم والمحكوم ووجوب السمع والطاعة، ولكن في عصرنا هذا كثرت الفتن بسبب الخوارج التكفيريين الذين يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة وأنهم من أتباع السلف وكثرت هذه الجماعات التي تسمي نفسها سلفية و أكثرت الفساد في الأمة الإسلامية كالجزائر وحاليا المغرب وأصبحوا تستحلون دماء المسلمين وأموالهم ولكن ما للسلفية دخل في هذا بل بريئة منهم لأن سلفنا لم يكونوا على هذا الوجه، والله المستعان.
منقوول للفائدة