♥°••مع إطلالة عام هجري جديد ••°♥

بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،


ها قد أهلَّ على الوجودِ "مُحَرَّمُ".... فالكونُ يزهو والحياةُ تَبسَّمُ
ترنو إلى ركبِ النبي وقد مضى .... تَبْكيه مكةُ والمَقَامُ وزمزمُ



لقد أشرقت شمس عام هجري جديد مع بداية محرم..يحمل معه اروع واعظم حدث في أمة محمدا صلى الله عليه وسلم…
فقبل الف واربعمائة واثنان وعشرون عاماً..انطلق رسولنا صلىالله عليه وسلم واصحابه من مكة بعد ان خذله اهله وعشريته عندمابُعث اليهم ليخرجهم من الظلمات الى النور... من عبادة الاصنام والأحجار الى عبادة الواحد العزيز القهار.. الا انهم ابوّ الا ان يعيشو في الظلمات.



يستكبرون علىمن لا شريك له ....ويسجدون عـلىهُـون لأحجار

ولم يكتفو بذلك بل حاربوه وصحبه وأروهم صنوف العذاب..!!
وهم صابرون محتسبون لايرتدون عن دينهم لما خالط قلوبهم قوة الايمان وحلاوته ..


الى ان جائه الامر السماوي بالهجرة واصحابه الى المدينة..فرار بدينهم


والهجرة الاخرى الى المبعوث بالـ....إسلام والايمان والاحسان
أتـــرون هذه هجـــرة الابــدان لا....والله بل هجــرة الإيمـــــــان


عندها بدأت رحلته عليه الصلاة والسلام بخروجه وصاحبه ابو بكر عليه رضوان الله بعد ان سبقه المسلمين بالهجرة جماعات فارين بدينهم تاركين بيوتهم واموالهم امتثالا لأمره ..خرج هو وصاحبه يتبعه فرسان قريش واللذين تسابقوا للحاق به وقد اهدر دمه وسُمِح لهم بقتله أوأسره طمعا بالمكافأه العظيمه لمن يفعل ذلك..فيوحي اليه ربه ان يختبأ وصاحبه بالغار..


(إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)


وهنا تتجلي قوةالتوكل على الله سبحانه وتعالى في طمئنته لصاحبه عندما دب الخوف على قلبه والتي نبعت من قوة الايمان مع الاخذ بالاسباب.(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)


هاجر وامته تسير معه خطوةبخطوة..حتى وصل بها الىدار الهجرة من ديارهم واموالهم الىدياراخرى في المدينةالمنورة...متحملين المشقة والتعب.. امتثالا لامر الله روسوله

ونحن نعلم كم أن أسفار الصحراء توهي العمالقة الآمنين. فكيف بركب مهدر الدم مستباح الحق...!؟


ياهجرة طالت مسافتها على....من خص بالحرمان والخـــذلانِ
ياهجرة طالت مسافتها على....كسلان منخوب الفوآد جبـــانِ
ياهجرة والعبد فوق فراشــه.....سبق السعاة لمنزل الرضــوانِ
سارو احث السيروهوفسيره....سير الدليل وليس بالذمــــــلانِ
هذا وتنظره أمام الركـــــــب....كالعلم العظيم يشاف في القيعانِ


وبعد اسابيع من السفر المتواصل الموحش وصل رسولنا وصحبه الى يثرب بعد ان قيض الله للإسلام من استنقذه من البيئة التي صادرته


رفعت له اعلام هاتيك النصو....ص رؤوسها شابت من النيرانِ
نارا هي النور المبين ولم يكن....ليــــراه إلا من لــــــه عينـــانِ
مكحولتــــان بمِروَدِ الوحيين لا....بمـــــراود الأراء والهــــــــــذانِ
فلذلك شمر نحوها لم يلتفت....لا عـــــن شمائله ولا أيمـــــانِ


ليستقبله اهلها ..فيكونواخير معين له وصحبه...فأنس بعد وحشة، واستوطن بعدغربة، وشق طريقه في الحياة، بعد أن زالت الجلامد الصلدة الملقاةفي مجراه..


ياقوم لو هاجرتموا لــرأيتم.....أعلام طـــــيبة رؤية بعيــــانِ
ورأيتم ذاك اللواء وتحته الـ.....رسل الكرام وعسكر الإيمان
أصحاب بدروالاولىقدبايعوأ....ازكى البرية بيعة الرضــــوان


فهنيئا لكم يااهل المدينة المنوره ياأهل طيبة الطيبة... هنيئا لكم يااحفاد من بايعوا وناصرو رسولنا وصحبه عندما خذله قومه وعشيرته..



نعم وصلو الى يثرب دار الهجرة ..والتي اطلق عليها عليه الصلاة والسلام حال وصوله لها اسم (المدينة ) ..

فكانت هذه الهجرة فاصلا بين عهدين في تاريخ الاسلام..حيث استقرت العقيدة في نفوس نفر من المهاجرين.واصحاب البيعة من الانصار..وعندها شرع الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء الدولة الاسلاميه..فبنى مسجد قباء اول مسجد في الاسلام .نعم فبناء الدولة عند رسول الله بدا ببناء المسجد..انه التلازم الحقيقي بين الدين والدنيا ..فتكونت النواة الاولى من المجتمع الاسلامي واتخذت المدينةمستقرا لها.

فكانت اللبنة الاولى ..ان آخى نبينا صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار..حتى كان الانصار يؤثر اخاه المهاجري على نفسه ..

((وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ))

فاتخذ رباط العقيدة بين المؤمنين بالدين الجديد مهاجرين وانصار اساساً لرباط الامة الاسلامية.يحل محل رباط الدم في حياة القبيله..



الله اكبر
اي رباط هذا الذي جمعهم به رسولنا صلى الله عليه وسلم..والذي جعل الانصاري يقاسم اخاه المهاجري ماله وبيته..؟؟


نعم هذه الهجرة ....الحدث الذي قلب أوضاع المسلمين من الضعف الى القوة..ومن الخذلان الى النصر..والتي انطلق منها المسلمون الى مشارق الارض ومغاربها..ينشرو الاسلام ويعلون راية التوحيد..حتى لم يبقى احدا في المعمورة لم يسمع بهذا الدين الجديد..


الله اكبر..
اي قوة وعزة..اي مجد ونصره..!!؟ انها وربي قوة الإيمان التي لاتهزمها ولن تهزمها اي قوة على وجه الأرض...


وبعد هذا افليس جديرا بهذه الهجرة أن ينطلق منها تاريخ المسلمين ....؟؟

فيكون المسلم دائم الصلة بتلك الدوله المحمديه العظيمة التي تخلى رجالها عن الوطن والاهل والمال ليفرو بدينهم مع نبيهم الى دار اسلام وانقياد لله والرسول..



واخيرا فهذه ليست الا وقفه موجزة جدا..والا فالوقفات كثيره..والدروس عظيمه لهذا الحدث العظيم....الذي علينا ان نستشعره جميعا عندإشراقة شمس كل يوم.. في حاضرنا ومستقبلنا الى أن يرث الارض ومن عليهاومع قرأتنا لتاريخ ذلك اليوم.../..../.....للهجره,,,
لنتعلم تلك الدروس العظيمه

يا مسلمون:لهجرةِ الهادي ارجعوا...واستوعبوا لدروسِها، وتعلَّموا

الاربعاء 1 المحرم من عام 1429 للهجرة النبوية المباركة