تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هجومين انتحاريين قالت السلطات إنهما خلفا 26 قتيلا و177 جريحا, وأقر باستهداف مقر الأمم المتحدة "وكر الكفر العالمي", لتكون أول عملية من نوعها بالجزائر تستهدف بعثة أممية.
وقال التنظيم في بيان على موقع إسلامي إن المدعوَيْن عبد الرحمن العاصمي وأمين إبراهيم أبو عثمان المسلحين ببنادق هجومية نفذا الهجومين اللذين استعملت في كل منهما 800 كيلوغرام من المتفجرات.
وقال رئيس المفوضية العليا للاجئين أنتونيو غوتيريس إنه لا يشك في أن المستهدف كان الأمم المتحدة, في حادث أعاد إلى الأذهان الهجوم على البعثة الأممية في بغداد عام 2003.
وقتل 11 من موظفي الأمم المتحدة بينهم أجانب في انفجار حي حيدرة الذي دمّر مبنى مفوضية اللاجئين ومبنى يأوي برنامج التنمية وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة العمل الدولية وصندوق السكان وكلها ممثليات أممية, لكن سبعة أشخاص انتشلوا أحياء من تحت الأنقاض.
أشلاء متطايرة
وكان انفجار آخر قبل ذلك بدقائق قد ألحق دمارا واسعا بالمجلس الدستوري والمحكمة العليا في حي أعالي العاصمة وهو حي مزدحم به كثير من المؤسسات الرسمية وكليات ومدن جامعية.
واصطدمت سيارة عمدا –حسب شهود- بحافلة مكتظة بطلبة شكلوا النسبة الأكبر من ضحايا المفخخة التي خلفت حفرة بعرض عدة أمتار.
وشبه أحد الشهود الانفجار بالزلزال, وسمع دويه على بعد عدة كليومترات, وكانت المفخخة من القوة أن قذفت بأشلاء بشرية لتلتصق بالبوابة المعدنية لمدخل المجلس الدستوري.
حصيلتانوقال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز بلخادم إن الحصيلة بلغت 26 قتيلا, وإن السلطات لا تتستر على أي شيء لأن "كل قطرة دم جزائري تهمنا", لكن مصدر استشفائيا تحدث عن 67 قتيلا, وقدرت صحيفة الوطن -إحدى الصحف الأكثر انتشارا- عدد القتلى بـ72.
ووصف وزير الداخلية الهجومين بأنهما دليل على ضعف الجماعات المسلحة, وألقى باللائمة على تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي الذي أراد لعمليتيه أن تكونا ردا على هذه المقولة, وذكر في بيانه أنهما دحضتا المزاعم بأن نواته الصلبة قد قضي عليها.
وشنّ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سلسلة هجمات انتحارية منذ بداية العام الحالي -تاريخ إعلان انضمامه للقاعدة- خلفت نحو 120 قتيلا, فضلا عن ضحايا معاركه مع الجيش الجزائري.
وكان أغلب قتلى الهجمات الانتحارية مدنيين، كان استهدافهم أحد أسباب انشقاق فريق عن الجماعة الإسلامية المسلحة في العقد الماضي, ثم انتهى به الأمر إلى إنشاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي حملت هذا العام اسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وجاءت العمليتان بعد أسابيع من الهدوء, حيث سجل الشهر الماضي أدنى مستوى من القتلى منذ 1991, لكن هجومي حيدرة وبن عكنون كانا أعنف الهجمات بالمفخخات منذ ذلك التاريخ.
ولقي الهجومان إدانة من الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكبريات العواصم في العالم.