العاهل الاسباني يبدا زيارة مثيرة للجدل الى سبتة
سبتة (اسبانيا) (ا ف ب) - بدأ العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الاول الاثنين زيارة الى مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين في شمال المغرب في اول زيارة الى هاتين المدينتين منذ اعتلائه العرش عام 1975 مثيرا بذلك الاستياء في المغرب الذي يطالب بهما.
امراة تلوح بالعلم الاسباني في سبتة في شمال المغرب (© اف ب - بيدرو ارمستر)
واستدعى العاهل المغربي الملك محمد السادس سفيره في اسبانيا عمر عزيمان للتشاور بشان هذه الزيارة التي اعتبرها المغرب "مؤسفة" وتعكر الاجواء التي تحسنت كثيرا منذ تولي الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو السلطة عام 2004.
وقرر نواب مغاربة الاعتصام الاثنين امام السفارة الاسبانية في الرباط في حين دعت منظمات غير حكومية الى التظاهر ظهر اليوم في الجانب المغربي من الحدود مع سبتة.
وتوجه الملك الذي حطت مروحيته قرابة الساعة 4510 بتوقيت غرينتش في مطار المدينة الى مقر بلدية سبتة ترافقه قرينته الملكة صوفيا.
وكان في استقباله عشرات الالاف من سكان المدينة وهم يهتفون "تحيا اسبانيا" و"سبتة اسبانية".
واطلقت المدفعية 21 طلقة بالمناسبة في حين دقت اجراس الكنائس المجاورة.
وتكونت الحشود بالخصوص من الاسبان الكاثوليك الذين يمثلون تقريبا نصف عدد سكان المدينة (75 الفا) الساحلية التي تبلغ مساحتها 58 كلم مربع ويطالب المغرب منذ استقلاله عام 1956 باستعادتها مع مليلية.
كذلك حضر عدد من المسلمين من نساء يغطين شعورهن بوشاح ورجال بعباياتهم ومهاجرين افارقة.
وازدانت سبتة بالاعلام الاسبانية في حين اغلقت المدارس والادارات العمومية بمناسبة الزيارة الملكية.
لكن الحدود مع المغرب بقت مفتوحة في حين اقتصر دخول المدنية على المغاربة الحاملين تراخيص عمل في سبتة.
ويلقي الملك عصر الاثنين خطابا امام المجلس البلدي في تلك المدينة التي تتمتع بالحكم الذاتي قبل ان يدشن مركزا رياضيا يحمل اسمه ثم يغادر متوجها الى ملقة (جنوب اسبانيا) حيث يمضي ليلته على ان يقوم الثلاثاء بزيارة مليلية.
وتكهنت صحيفة الباييس (وسط يسار) الصادرة الاثنين بان الملك لن "يشدد على انتماء المدينة الى اسبانيا" والذي "تثبته في الواقع زيارته الشخصية".
وافادت الصحيفة ان "الملك سيوجه رسالة دعم وتهدئة لسكان سبتة ومليلية بالتركيز على التعايش واندماج الاديان فيهما والثناء على المغرب للجهود التي يبذلها في مكافحة الهجرة غير الشرعية".
وشهدت سبتة ومليلية وهما الحدود البرية الوحيدة بين افريقيا واوروبا خلال صيف 2005 تدفقا مثيرا للمهاجرين من دول افريقيا السوداء على حدودهما ادى الى مقتل عدد منهم وساهم المغرب بقوة في وضع حدا له.
واعرب وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الاحد عن الامل في ان تساهم العلاقات الجيدة بين مدريد والرباط في "تجاوز الحساسيات".
وتمارس اسبانيا سلطتها على سبتة منذ 1580 وعلى مليلية منذ 1496 وهما موقعان محصنان كانا يعتبران من المواقع المتقدمة خلال استعادة الملوك الكاثوليك الاندلس من العرب.
وافادت الباييس ان الحكومة الاسبانية طلبت بشكل عاجل من مركز الاستخبارات الوطني تقريرا قبل زيارة الملك الى المدينتين اللتين اعتبرهما تنظيم القاعدة "ارض محتلة" وقارنها بفلسطين.